تقليد مرتبط بالانتخابات الرئاسية الأميركية يعود تاريخه إلى العام 1952، ويبدو أنه سيغيب عن السباق الحالي إلى البيت الأبيض.
على مدى 72 عاما، يتلقى المرشحون الرئاسيون الولايات المتحدة إحاطات استخباراتية حول التحديات الأمنية التي تواجه البلاد خلال حملاتهم الانتخابية، لذا فهم على استعداد لمواجهتها بمجرد دخولهم المكتب البيضاوي.
وذكر موقع أكسيوس الأمريكي أن الرئيس السابق والمرشح الجمهوري الحالي دونالد ترامب قرر كسر هذا التقليد بإعلانه أنه سيرفض تلقي إحاطات استخباراتية خلال حملته الانتخابية لتجنب اتهامه بتسريب المعلومات.
ويخضع ترامب لتحقيق جنائي بسبب الاحتفاظ بوثائق سرية منتجعه مارالاغو بولاية فلوريدا لعدة أشهر بعد ترك منصبه عام 2021 ورفض تسليمها طوعا للسلطات رغم الطلبات المتكررة.
ووفقا لموقع أكسيوس، فإن الإحاطات الاستخباراتية المقدمة للمرشحين الرئاسيين تهدف إلى مساعدتهم على فهم تحديات الأمن القومي التي قد يواجهونها والاستعداد لها.
وتساعد هذه المعلومات المرشحين أيضًا على التأكد من أنهم لا يقولون أي شيء من شأنه تقويض الأمن القومي الأمريكي، كما أوضح مايكل موريل، مدير وكالة المخابرات المركزية السابق بالإنابة، جلسة أسئلة وأجوبة مع مركز الانتقال الرئاسي.
لكن ترامب يواجه المدعين الدراليين بشأن مزاعم بسوء التعامل مع وثائق سرية، الأمر الذي أدى إلى تفاقم العلاقات المتوترة بالفعل بينه وبين مجتمع الاستخبارات الأمريكي.
و عام 2021، ألغى الرئيس بايدن حق ترامب الوصول إلى الإحاطات السرية، والتي عادة ما يحق للرؤساء السابقين الحصول عليها، مشيرًا إلى “السلوك غير اللائق” لسلفه.
ويثير احتمال امتناع البيت الأبيض عن تقديم هذه الإحاطات لترامب مخاوف من أنه سيستخدم هذا الموقف للتعبئة ضد الأجهزة الأمنية والمخابرات واتهامها بالتحيز ضده.
وتعتزم وكالات المخابرات الأمريكية تقديم إحاطات لترامب بمجرد حصوله على ترشيح الحزب الجمهوري، وفقًا لشبكة إن بي سي نيوز.
لكن ترامب قال: “لست بحاجة إلى هذه الإحاطة. إنهم يأتون ويقدمون لك إحاطة. وبعد يومين يسربونها، ثم يقولون إنك سربتها”.
وأضاف الملياردير الجمهوري: “لذا فإن الطريقة الوحيدة لحل هذه المشكلة هي عدم الخضوع… سأحضر الكثير من الإحاطات عندما أصل إلى هنا”.
وأشار مسؤولون حاليون وسابقون إلى أن الإحاطات التي يقدمها المرشحون للرئاسة، رغم أنها سرية، تستبعد المصادر والتفاصيل الحساسة.
ويعتقد مسؤول كبير أنه لا يوجد ما يمنع الإدارة قانونيا من مشاركة مواد سرية مع ترامب حتى لو ثبتت إدانته محاكمته فلوريدا.
يشار إلى أن ترامب، خلال فترة رئاسته الأولى، سرب تفاصيل عملية استخباراتية إسرائيلية سرية للغاية إلى مسؤولين روس كبار المكتب البيضاوي. و حالة أخرى، قام بتغريد صورة التقطها قمر تجسس سري.