خطة استراتيجية شديدة السرية.. بايدن يتخذ قرارا «نوويا»

كشف تقرير لصحيفة نيويورك تايمز أن الرئيس الأمريكي جو بايدن اتخذ قرارا نوويا سريا للغاية مارس الماضي.

وقالت الصحيفة يوم الأربعاء إن بايدن وافق على خطة استراتيجية نووية سرية للغاية مارس، والتي تعيد لأول مرة توجيه استراتيجية الردع الأمريكية نحو جهود الصين لتوسيع ترسانتها النووية.

وكان بايدن آنذاك لا يزال مرشحا محتملا الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها نوفمبر المقبل، قبل أن يعلن استقالته لإفساح المجال أمام نائبته كامالا هاريس لمواجهة خصمه الجمهوري دونالد ترامب.

وقالت الصحيفة إن البيت الأبيض لم يعلن قط أن بايدن وافق على النسخة المعدلة من الاستراتيجية التي تسمى “إرشادات التوظيف النووي”، وأشارت إلى أنه من المتوقع إرسال إخطار غير سري إلى الكونجرس بشأن النسخة المعدلة قبل مغادرة بايدن منصبه.

وأشارت الصحيفة إلى أن اثنين من كبار المسؤولين الإدارة الأمريكية ربما ألمحا إلى إعادة النظر الإستراتيجية خلال خطاباتهما الأخيرة.

وأضافت الصحيفة أن الاستراتيجية يتم تحديثها كل أربع سنوات أو نحو ذلك.

تقلق بشأن الصين

أشارت تقارير غربية إلى أن الصين تعمل بأقصى سرعة لامتلاك ترسانة نووية بألف رأس نووي بحلول عام 2030، وهو ما يمثل قفزة هائلة لدولة تقدر وزارة الدفاع الأميركية أنها تمتلك نحو 200 رأس نووي فقط، بحسب تقديرات منشورة. عام 2019.

وقال تقرير لموقع فورين أرز نشر مايو الماضي، إن هذه الدفعة الصينية تثير قلقا كبيرا الولايات المتحدة الأمريكية.

وما زال من غير المعروف ما إذا كان التحول موقف الصين مدفوعاً بالخوف من التقدم التقني الذي أحرزته الولايات المتحدة مجال التطوير النووي، أو ما إذا كان التنين الآسيوي ينوي تبني سياسة أكثر قوة التعامل مع التهديدات الغربية.

لسنوات، أقامت واشنطن تحالفات الشرق الأقصى محاولة لاحتواء التوسع الصيني بيئتها الإقليمية. وقال تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية بعنوان “النهج الاستراتيجي الذي تنتهجه الولايات المتحدة مع جمهورية الصين الشعبية” مؤرخ عام 2020، إن “استراتيجية الأمن القومي تدعو الولايات المتحدة إلى إعادة التفكير سياسة العقدين الماضيين – استنادا إلى سياسات قائمة على على افتراض أن التعامل مع المنافسين ودمجهم المؤسسات الدولية “التجارة العالمية ستجعلهم شركاء جيدين وموثوقين، لكن تبين أن هذا الافتراض خاطئ إلى حد كبير”.

أوكرانيا هي حافز إضا

و ظل الأزمة الأوكرانية، بدأت الدول الكبرى تعيد تقييم سياساتها الدفاعية، بما ذلك الصين، وسلط تقرير للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية المزيد من الضوء على ما يحدث الصين، قائلا إن هناك مؤشرات على أن العملاق الآسيوي هذه العملية بمراجعة خططهم الدفاعية استعداداً لحرب «طويلة الأمد» بدافع من نتائج مراقبته لأداء روسيا أوكرانيا.

وأشار هذا المركز البحثي إلى لوائح 2023 المتعلقة باستدعاء المحاربين القدامى وخطط التعبئة الحربية.

وقال المعهد، بحسب موقع Business Insider، تقرير نشره فبراير الماضي، إن ذلك يظهر تفكير بكين احتمال عدم تحقيق “نصر سريع” إذا دخلت صراع عسكري. وأضاف أن هذا الصراع من المرجح أن يدفع قيادة جيش التحرير الشعبي إلى إعادة النظر الخطط العملياتية للاستدامة الصناعية واللوجستية طويلة المدى.