الهند و«طريق السلام».. دعوة مودي تستبق محادثات أوكرانيا

بعد زيارة سابقة لروسيا، يتجه رئيس وزراء الهند إلى أوكرانيا، و أمتعته دعوة أو صرخة من أجل السلام بين الطرن المتحاربين.

دعا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الأربعاء، إلى “السلام” قبل توجهه إلى أوكرانيا التي انتقدته قبل أسابيع بسبب معانقته الرئيس فلاديمير بوتين خلال زيارة لروسيا، الحليف التقليدي لبلاده.

ومن المقرر أن يزور مودي (73 عاما) بولندا قبل أن يتوجه إلى أوكرانيا غدا الجمعة، بحسب وكالة فرانس برس.

وقبل الزيارة، قال على وسائل التواصل الاجتماعي: “كصديق وشريك، نأمل عودة مبكرة للسلام والاستقرار المنطقة”، ما يمكن اعتباره صرخة من أجل السلام.

وسعى رئيس الوزراء إلى التوق بين الحفاظ على علاقات الهند الودية تاريخيا مع روسيا، وعمل على إقامة شراكات أمنية وثيقة مع الدول الغربية مواجهة الصين، المنافس الإقليمي لبلاده.

وتجنبت حكومته إدانة الهجوم الروسي على أوكرانيا صراحة فبراير/شباط 2022، وبدلاً من ذلك دعت الجانبين إلى حل خلافاتهما من خلال الحوار.

وستكون الزيارة المقررة غدا هي الأولى التي يقوم بها مودي لأوكرانيا.

وقال رئيس وزراء الهند إنه سيبحث مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي “آفاق تحقيق حل سلمي للصراع أوكرانيا” بالإضافة إلى “تعميق الصداقة بين الهند وأوكرانيا”.

وزار مودي موسكو يوليو/تموز، بعد ساعات من قصف روسي استهدف عدة مدن أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصا وإلحاق أضرار جسيمة بمستشفى للأطفال كييف.

وظهر مودي صورة ذلك المساء وهو يعانق بوتين مقر إقامته بالريف، مما أثار إدانة زيلينسكي.

التحركات على جبهتين

وحافظت الهند وروسيا على علاقات وثيقة منذ الحرب الباردة، والتي أصبح خلالها الكرملين أكبر مورد للأسلحة للدولة الواقعة جنوب آسيا.

كما أصبحت روسيا، منذ اندلاع الصراع الأوكراني، أكبر مصدر للنفط الخام بأسعار مخفضة إلى الهند، حيث وفرت الأخيرة سوقا مهما لصادرات الطاقة الروسية ظل العقوبات الغربية.

وأدى ذلك إلى إصلاح العلاقات الاقتصادية بينهما، مما وفر للهند مليارات الدولارات مع دعم صندوق الحرب الروسي.

لكن الحرب التي شنتها روسيا ضد أوكرانيا جاءت أيضاً بتكلفة بشرية بالنسبة للهند.

وضغطت نيودلهي على موسكو لإعادة عدد من مواطنيها الذين تقدموا بطلبات للقيام “بوظائف دعم” مع الجيش الروسي ولكن تم إرسالهم إلى الخطوط الأمامية أوكرانيا. وقتل خمسة جنود هنود على الأقل الصراع.

المقابل، عززت القوى الغربية علاقاتها مع الهند مواجهة الصين، و الوقت نفسه مارست ضغوطا على نيودلهي للنأي بنفسها عن روسيا.

والهند عضو التحالف الرباعي الذي يضم الولايات المتحدة واليابان وأستراليا، والذي يهدف إلى مواجهة النفوذ الصيني المتزايد منطقة آسيا والمحيط الهادئ.